الكلمه الافتتاحية للسفير الدكتور محمود كارم رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان فى
دورة الشبكة العربية التدريبية التأسيسية
محمد فايق 6 بعنوان
المنظومة الدولية حقوق الإنسان، و أدوار المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان وتعاونها مع أصحاب المصلحة
ديسمبر ۲۰۲۵
معالي الوزير / محمد فايق ، عميد الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان
سعادة الأستاذ/ علاء شلبي ، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان
سعادة الأستاذ/ سلطان بن حسن الجمالي ، الأمين العام للشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان
السيدات والسادة
الزملاء المدافعون عن حقوق الإنسان
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً، باسمي وباسم المجلس القومي لحقوق الإنسان في دورة الشبكة العربية التدريبية التأسيسية للكوادر الشابة في مجال حقوق الإنسان، هذه الدورة التي تحمل اسم رمز وطني مصري وعربي وإفريقي ودولي جسد على مدار مسيرته المعنى الحقيقي للإخلاص والتفاني في خدمة القيم الإنسانية وحقوق الإنسان، معالي الوزير محمد فايق.
وفي مستهل كلمتي، لا يسعني إلا أن أقف إجلالاً وتقديراً أمام اسم الأستاذ محمد فايق ذلك الحقوقي الرائد الذي أسهم بفكره ونضاله في إثراء وتطوير الحركة الحقوقية العربية والدولية، وكان بحق أحد صناعها وروادها، فقد جمع في شخصه بين صلابة المبدأ
وشجاعة الكلمة، وبين الدبلوماسية الرصينة ووضوح الرؤية، فواجه التحديات بحكمة، وأرسى في مسيرته النضالية واحدة من أصدق وأصعب صور الدفاع عن كرامة الإنسان، حين دفع ثمناً غالياً لمواقفه تمثل في حرمانه من حريته لسنوات طويلة، ظل خلالها ثابتاً على قناعاته ومبادئه.
السيدات والسادة
إن الأستاذ والوزير والحقوقي المناضل محمد فايق، الذي يمثل أحد أعمدة الحركة الحقوقية العربية، يظل نبراساً لنا في فهمنا الشامل لقضايا حقوق الإنسان، والسلم والأمن، والتحرر من الاستعمار بجميع صوره، وبناء جسور الحوار والتعاون بين الثقافات والشعوب، ومن هذا الإرث الثري، يتعين علينا أن نستخلص الدروس، وأن نبني عليها في تطوير مكوننا المعرفي، وفي ممارستنا العملية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وفي تخطيطنا المستقبلي للعمل الحقوقي المؤسسي
ولم يكن اختيار اسم محمد فايق لهذه الدورة التدريبية السنوية من قبل الشبكة العربية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان مجرد تكريم رمزي، وإنما تعبيراً عن الاعتراف به كمدرسة فكرية متكاملة، وخبرة عملية عميقة، تشكل مرجعاً وإلهاماً للأجيال الجديدة من العاملين في مجال حقوق الإنسان، وتؤكد أن النضال الحقوقي الحقيقي يقوم على المعرفة والاستقلالية، والانفتاح، والعمل الدؤوب طويل النفس.
نسأل الله أن يمتعه بالصحة والعافية، وأن يمدنا دائماً بعطائه الفكري وحكمته وخبرته.
السادة المشاركون
تكتسب هذه الدورة أهميتها في ظل سياق إقليمي ودولي بالغ التعقيد، تتزايد فيه النزاعات المسلحة، وتتفاقم فيه الانتهاكات، وتتعمق فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، بما يفرض حاجة ملحة إلى إعداد كوادر شابة تمتلك الوعي العميق، والأدوات العلمية، والقدرة على التحليل والفعل المسؤول في مجال حقوق الإنسان. ومن هذا المنطلق، لا تمثل هذه
الدورة مجرد برنامج تدريبي، بل تشكل منصة جادة لبناء القدرات، وتعزيز التفكير النقدي، وربط المبادئ الحقوقية بالواقع العملي وصنع السياسات العامة.
وتكمن الأهمية الجوهرية لهذه الدورة في دورها الحيوي في بناء المعرفة والكفاءات الحقوقية، وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان بوصفها أساساً للعدالة الاجتماعية، وتطوير المهارات اللازمة للدفاع عنها في سياقات معقدة ومتغيرة، بما يسهم في بناء مجتمعات أكثر تماسكاً وقدرة على الصمود.
إننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن حقوق الإنسان ليست شعاراً يُرفع، بل منظومة قيم وممارسات تشكل أساس العدالة الاجتماعية، وركيزة الاستقرار، ومدخلاً حقيقياً للتنمية المستدامة. فهي الضمانة الأهم للسلام الدائم، لما ترسخه من احترام متبادل، وما توفره من حماية للكرامة الإنسانية، وما تتيحه من فرص متكافئة ومشاركة حقيقية في بناء المستقبل، وإن الالتزام بحقوق الإنسان ليس خياراً، بل ضرورة استراتيجية لبناء عالم أكثر عدلاً وأمناً، وهو ما أكده الوزير محمد فايق طوال مسيرته الفكرية والنضالية.
ومن هذا المنطلق، فإن حَمَلة هذه الراية الحقوقية اليوم هم أبناؤنا في المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، وفي منظمات المجتمع المدني المعنية، الذين نعول عليهم في مواصلة هذا المسار، وترسيخ قيمه، والدفاع عنه بوعي ومسؤولية.
وفي الختام، أدعوكم جميعاً إلى الاستفادة القصوى من هذه الدورة، واستلهام روح وتجربة محمد فايق، لنكون معاً سفراء حقيقيين لحقوق الإنسان في مجتمعاتنا.
شكراً لكم،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.