شريط أدوات الوصول إلى الويب
11-08-2014

"القومى لحقوق الإنسان" يذكر بأحداث رابعة العدوية

أثارت عملية فض إعتصام رابعة العدوية الذى نظمته ودعت اليه جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الرئيس محمد مرسي فى مصرالكثير من الجدل على المستويين المحلى والدولى، نظراً لما صاحب تلك العملية من عنف شديد أودى بحياة المئات من المواطنين، وكان من تداعياته موجة من العنف ضربت كافة أنحاء البلاد، كما تبادلت جماعة الإخوان المسلمين ومعارضوها الإتهامات حول عمليات القتل التى وقعت أثناء الفض، حيث شكل المجلس القومى لحقوق الإنسان لجنة تقصى حقائق لكشف حقيقة ماجرى، وللتثبت من مدى وكيفية اتباع المعايير الدولية الخاصة بحقوق الإنسان فى فض الإعتصام، مستندة فى ذلك إلى مرجعيتها القانونية الدولية والمحلية، وقد قامت اللجنة فى سبيل أدائها عملها بزيارة محيط رابعة العدوية لمدة عشرة أيام لجمع الشهادات، كما قامت بالإستماع إلى شهود آخرين بمقر عملها بالمجلس القومى لحقوق الإنسان ووثقت العديد من الشهادات الإلكترونية التى نشرها مدونون عاصروا أحداث فض الاعتصام، كما تواصلت اللجنة مع بعض الجرائد المصرية أهمها: جرائد الشروق والوطن والمصرى اليوم وجريدة الحرية والعدالة، وذلك للاطلاع على ما ورد بها وللاستماع إلى شهادات محرريهم الذين شاركوا فى متابعة الأحداث، كما قامت اللجنة بمخاطبة كل من وزارة الصحة ووزارة الداخلية ومصلحة الطب الشرعى ومكتب النائب العام، كما خاطب المجلس تحالف دعم الشرعية، الذى شارك فى تنظيم اعتصام رابعة العدوية، وحزب الحرية والعدالة، وحزب النور والبناء والتنمية ليمدوا اللجنة بالأدلة والوسائط والشهادات التى بحوزتهم والمتعلقة بوقائع فض الاعتصام إلا أنهم رفضوا التعاون مع اللجنة كما رفضوا إستلام الخطابات الموجهة إليهم بشأن الحصول على معلومات متعلقة بفض الاعتصام، كذلك اطلعت اللجنة على معظم مانشر فى وسائل الإعلام والجرائد المكتوبة والإلكترونية بشأن واقعة فض الاعتصام، واطلعت على التقارير والمعلومات الواردة بها والتى نشرتها بعض المواقع مثل ويكى ثورة وأخرى تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وكذا التقارير الدولية والمحلية ذات الصلة.تبين للجنة المجلس استباق جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الرئيس محمد مرسي فاعليات ٣٠ يونيه ٢٠١٣ بفاعلية جماهيرية أخرى، وخرجوا في مظاهرات عند مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر إبتداءاً من ٢٨ يونيه٢٠١٣ وأعلنوا عن اعتصامهم، واتسعت نطاق دائرة الاعتصام لتشمل ميدان رابعة العدوية والشوارع المؤدية اليه، شارع النصر بامتدادة شمالا ناحية مدينة نصر وامتدادة جنوبا فى اتجاه طريق الاوتستراد ،وشارع الطيران بأمتدادة غربا فى اتجاة مستشفى التامين الصحى وامتداده شرقا فى اتجاه طريق صلاح سالم، وكذا شارع يوسف عباس والمناطق المحيطة له بعد إعلان خارطة الطريق، وبدأت إدارة الاعتصام فى تحديد مداخل ومخارج الاعتصام، ونظمت نقاط تفتيش على كل المحاور المؤدية لدخول الميدان او الخروج منه. وصلت الى درجة بناء حوائط خرسانية فى الطريق العام وهو الأمر الذى تسبب فى حدوث مشاجرات عديدة ومشاحنات بين لجان التفتيش التابع للاعتصام وسكان منطقة رابعة العدوية، طول فترة الاعتصام التى دامت حوالى ٤٧ يوما تعرض فيها سكان المنطقة الى مضايقات شديدة ومعاناة، ورصد إعلامياً الدعوات الى العنف والتحريض عليه من قبل بعض المتحدثين فوق منصة الاعتصام برابعة العدوية، وكذا استخدام الأطفال فى ساحة الاعتصام من قبل المعتصميين فى محاولة للتأثير على الرأى العام المحلى والدولى، وتصاعدت حدة التوتر داخل الاعتصام لدرجة القاء القبض على بعض المواطنين المعارضين للاعتصام أو المعتقد عنهم ذلك، والقيام بتعذيبهم بمعرفة عناصر تأمين الاعتصام، خاصة وقد عثر على ١١ جثة أثبت الطب الشرعى وجود اثار تعذيب عليها ( ٦ حالات بمحيط ميدان رابعة العدوية، بالاضافة الى حالتين بمنطقة ميدان النهضة ووثلاثة حالات بمنطقة العمرانية وجميعها فى تاريخ سابقا على تاريخ فض الاعتصامات) وهو الأمر الذى أحدث فزعا للسكان، وتصاعد المطالبة للسلطات بفض الاعتصامات، مما دفعهم للجؤء النيابة العامة أكثر من مرة، والتى أمرت فى أوائل أغسطس ٢٠١٤ بفضى الاعتصام وتكليف السلطة التنفيذية (وزارة الداخلية) بالعمل الفورى على فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وحددت وزارة الداخلية لذلك يوم ١٤/٨/٢٠١٣ تاريخا لتنفيذا قرار النيابة العامة.واتضح كذلك للجنة المجلس أن الاعتصام بميدان رابعة العدوية الذى دعت له جماعة الاخوان المسلمين والقوى السياسية الموالية لها، قد بدأ اعتصاما سلميا فى اطار نزاع سياسى، الا أنه وفى وقت لاحق لتاريخ بدء الاعتصام فى ٢٨/٦/٢٠١٣ وقبل ١٤/٨/٢٠١٣ تاريخ الفض (لم تستطع اللجنة تحديد الوقت على وجه الدقة)، سمحت إدارة الاعتصام لعناصر مسلحة وأفراد مسلحين يعتقد أنهم تابعون لها، بالدخول لحرم الاعتصام والتمركز فى مناطق عديدة متفرقة، دون أن تخطر أو تعلم أو تنبة باقى المعتصمين السلميين الممثلين للأغلبية المشاركة فى الاعتصام، وهو الأمر الذى نزع صفة السلمية عن اعتصام رابعة العدوية، رغم أغلبية المعتصمين السلميين المشاركين به، الذين يعتقد أنهم أيضا يمثلون الأغلبية العظمى من ضحايا عملية فض الاعتصام نتيجة الاشتباكات المسلحة واسعة النطاق التى رصدها التقرير.كما أن سياق عملية الفض فى الساعات الأولى قد أشار إلى أن الاشتباكات كانت تسير فى نطاقها المعتاد والمتكرر فى الأحداث السابقة حتى قرابة الساعة الحادية عشر تقريبا، إلى أن بادرت بعض العناصر المسلحة وبشكل مفاجىء بإطلاق النيران باتجاه أحد الضباط التابعين لقوات الأمن كان ممسكا بمكبر صوت للنداء عليهم ومطالبتهم بضرورة إخلاء الميدان ليسقط قتيلا، وعلى أثر ذلك ردت قوات الأمن بإطلاق النيران باتجاه دار المناسبات حيث مصدر الإطلاق على الضابط القتيل، وعلى أثر ذلك اندلعت الاشتباكات المسلحة فى محاور عديدة داخل الميدان بين قوات الأمن والعناصر المسلحة بشكل مستمر، خلفت عملية فض اعتصام ميدان رابعة العدوية وما شابها من اشتباكات مسلحة بين قوات الأمن والعناصر المسلحة داخل الاعتصام حتى الساعة السابعة مساء يوم ١٤/٨/٢٠١٣، عدد ٦٣٢ قتيل بينهم ٦٢٤ مدنيا و٨ من رجال الشرطة ، و فى رد فعل مباشر على عملية فض وإخلاء ميدان رابعة العدوية اندلعت أحداث عنف مسلح فى حوالى ٢٢ محافظة أحرقت بها العديد من الكنائس والمنشآت العامة وهوجمت فيها بعض أقسام ومراكز الشرطة استمرت لمدة أربعة أيام من صباح يوم ١٤/٨/٢٠١٣ حتى مساء يوم ١٧/٨/٢٠١٢، مما خلف ٦٨٦ قتيلا منهم ٦٢٢ مدنيا و ٦٤ من جال الشرطة، يعتقد أن معظم الضحايا المدنيين من المواطنين الأبرياء الذين تصادف وجودهم إبان إطلاق النيران العشوائى الذى قامت بها بعض العناصر المسلحة أو الاشتباكات مع قوات الأمن.وأوصى المجلس القومى لحقوق الانسان فى تقريره عن الأحداث بالآتى:١. فتح تحقيق قضائى مستقل فى كل الأحداث التى تزامنت مع إعتصام ميدان رابعة العدوية وتلك التى صاحبت عملية فضه وإخلائه من قبل قوات الأمن، وكذا تلك التى وقعت فى المحافظات المصرية المختلفة نتيجة لذلك، وتحديد المسؤلية عنها جميعا، وإتخاذ الإجراءات القضائية الواجبة دون إبطاء تجاه كل من يثبت تورطه فى ارتكاب أى من تلك الجرائم أو الانتهاكات المشار إليها في هذا التقرير، وتقديمه الى محاكمة تتوافر فيها ضمانات المحاكمة العدالة والمنصفة، وذلك كله لضمان عدم إفلات الجناة من العقاب، والجدير بالذكر أنه تم تشكيل لجنة رفيعة المستوى لتقصى الحقائق بقرار من رئيس الجمهورية ولم يعلن عن بدء التحقيق القضائى بعد .٢. العمل على اتخاذ التدابير التشريعية التى تنهى وبشكل قاطع إمكانية استخدام العنف أو الدعوة له كوسيلة للتعبير عن الرأى بين أى من الجماعات أو القوى السياسية.٣. دعوة كافة القوى السياسية والحكومة إلى ضرورة وقف ونبذ أعمال العنف والعنف المضاد، وإعلاء قيم احترام حقوق الإنسان وحرياتة الأساسية بما يضمن للجميع حماية حقهم فى الحياة، واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان.٤. مناشدة الحكومة المصرية التدخل الفورى والعاجل لوقف حملات الكراهية والتحريض على العنف التى تروج لها بعض وسائل الاعلام المحلية، وذلك لما تمثله من خطورة بالغة على استقرار وأمن البلاد وحالة حقوق الإنسان بها، وأن تتخذ من التدابير ما يلزم لذلك دونما إبطاء لضمان عدم نشر واتساع نطاق الكراهية والعنف، بما يحمى الممارسة الديمقراطية وقيم حقوق الإنسان التى لاسبيل دونها لتجاوز البلاد أزمتها.٥. ضرورة البدء الفورى ودون إبطاء فى إخضاع العناصر الشرطية لعمليات التدريب والتأهيل المستمر، خاصة فى مجالات البحث الجنائى ومكافحة الشغب وفض التجمعات وتدريبها على المعايير الدولية المعنية باستخدام القوة من قبل الموظفين المكلفين بانفاذ القانون.٦. حث الحكومة المصرية على ضرورة تفعيل الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وكافة أشكال المعاملة اللإنسانية والمهينة، واجراء التعديلات التشريعية اللازمة ليتوافق تعريف التعذيب فى القانون المصرى مع الاتفاقية الدولية لضمان مكافحة تلك الجريمة وعدم إفلات مرتكبيها من العقاب، كما يدعو المجلس الى النظر فى تعديل القانون بجعل التشريح اجباريا فى حالة شبهة الجناية.٧. دعوة الحكومة إلى ضرورة تعويض كل الضحايا الذين سقطوا نتيجة الاشتباكات المسلحة والذين لم يثبت تورطهم فى أعمال عنف أو الدعوة لها، وذلك فى كل الأحداث التى وقعت فى الفترة محل التقرير.